مقدمة
في السنوات الأخيرة ظهرت منتجات جديدة تُعرف باسم أكياس النيكوتين (Nicotine Pouches)، يتم الترويج لها على أنها بديل أكثر أمانًا عن التدخين التقليدي أو الشيشة. هذه الأكياس توضع بين اللثة والشفة العلوية، وتطلق النيكوتين في الجسم دون الحاجة إلى حرق التبغ أو استنشاق الدخان. ورغم أن البعض يظن أنها أقل ضررًا، إلا أن الدراسات الحديثة تُظهر أن لها مخاطر صحية حقيقية لا يجب تجاهلها.
في هذا المقال سنتحدث بالتفصيل عن أضرار أكياس النيكوتين على الصحة الجسدية والنفسية، وكيف يمكن أن تؤثر على الفم، القلب، الجهاز العصبي، والجهاز الهضمي، بالإضافة إلى تسليط الضوء على خطورتها على المدى البعيد
ما هي أكياس النيكوتين؟
• عبارة عن أكياس صغيرة تحتوي على مسحوق به مادة النيكوتين (المستخلص عادة من أوراق التبغ أو صناعياً).
• لا يتم حرقها أو مضغها، بل توضع تحت الشفة العليا لفترة تتراوح بين 20–60 دقيقة.
• أثناء هذه المدة، يتم امتصاص النيكوتين عبر اللثة مباشرة إلى مجرى الدم.
• تتوفر بنكهات متعددة مثل النعناع أو الفواكه، ما يجعلها جذابة خصوصًا للشباب.
ورغم أنها لا تُنتج دخانًا أو قطرانًا مثل السجائر، إلا أنها ليست خالية من المخاطر.
1. الإدمان على النيكوتين
• النيكوتين هو مادة شديدة الإدمان، وأكياس النيكوتين تحتوي على جرعات قد تكون مساوية أو أعلى من السجائر.
• يؤدي ذلك إلى التعود السريع وصعوبة التوقف.
• مع الوقت، يحتاج المستخدم لجرعات أكبر لتحقيق نفس التأثير.
• الانسحاب يسبب أعراضًا مثل التوتر، العصبية، الأرق، والصداع.
2. أضرار على الفم واللثة
• أكياس النيكوتين توضع مباشرة على اللثة، وهذا يسبب:
• تهيج والتهاب اللثة.
• انحسار اللثة وتراجعها مع الاستخدام الطويل.
• تقرحات صغيرة أو التهابات داخل الفم.
• رائحة فم كريهة مزمنة.
• هذه الأضرار قد لا تظهر فورًا، لكنها تتفاقم مع الوقت وتؤثر على صحة الأسنان
3. تأثيرات على القلب والأوعية الدموية
النيكوتين له تأثير مباشر على القلب:
• زيادة معدل ضربات القلب.
• ارتفاع ضغط الدم.
• تضييق الأوعية الدموية مما يزيد خطر الجلطات.
• مع الاستمرار قد يؤدي إلى أمراض القلب المزمنة.
حتى لو لم يكن هناك دخان، فإن دخول النيكوتين للجسم بشكل مركز يزيد من المخاطر القلبية.
4. تأثيرات على الجهاز العصبي
• يسبب صداع متكرر ودوخة.
• يرفع مستويات القلق والتوتر.
• يضعف القدرة على التركيز مع الوقت.
• الاعتماد النفسي على الأكياس يجعل الشخص دائمًا في حاجة لها، مما يضعف الإرادة ويزيد من القلق عند غيابها.
5. اضطرابات الجهاز الهضمي
• عند ابتلاع بقايا النيكوتين أو تسربه إلى المعدة، قد يحدث:
• غثيان وتقيؤ.
• حرقة في المعدة.
• اضطرابات في الأمعاء.
• فقدان الشهية أو تغير الذوق.
6. أضرار محتملة على المدى الطويل
نظرًا لحداثة هذه المنتجات، لم يتم اكتشاف جميع آثارها طويلة المدى بعد، لكن من المتوقع أن تشمل:
• زيادة احتمالية الإصابة بالسرطان في الفم أو الحلق.
• مشاكل مستمرة في القلب والأوعية.
• ضعف عام في المناعة.
• تأثيرات سلبية على الدماغ خاصة عند المراهقين
7. مقارنة بين أكياس النيكوتين والتدخين
• التدخين: يطلق آلاف المواد الكيميائية السامة + قطران + أول أكسيد الكربون.
• الأكياس: قد تكون أقل سمّية لأنها لا تُحرق، لكنها ما تزال خطيرة بسبب النيكوتين المركز.
• النتيجة: ليست بديلًا صحيًا بل مجرد شكل مختلف من الإدمان.
نصائح للتوقف عن استخدام أكياس النيكوتين
• تحديد موعد للإقلاع والالتزام به.
• استخدام بدائل صحية مثل العلكة الخالية من السكر أو شرب الماء عند الرغبة.
• طلب دعم الأصدقاء أو العائلة لمتابعة خطة الإقلاع.
• استشارة طبيب للحصول على بدائل نيكوتين طبية أكثر أمانًا مثل اللاصقات أو العلكة الطبية.
• ممارسة الرياضة لتخفيف التوتر والرغبة في النيكوتين
خاتمة:
أكياس النيكوتين قد تبدو للبعض بديلاً آمنًا عن السجائر، لكنها في الحقيقة تحمل مخاطر صحية عديدة أهمها الإدمان، مشاكل اللثة والفم، أضرار على القلب والجهاز العصبي، واضطرابات هضمية. ومع أنها لا تُنتج دخانًا، إلا أن تأثير النيكوتين وحده يكفي لجعلها خيارًا غير صحي.
الحل الأفضل هو الابتعاد عنها تمامًا، والسعي إلى تبني أسلوب حياة صحي خالٍ من النيكوتين. تذكر أن صحتك هي رأس مالك الحقيقي، وأي عادة تؤثر عليها تستحق أن تتركها اليوم قبل الغد